ألا يا زبرًا ما هانتْ عزيمتُهُ
إذا قامَ في ليلِ الهوى يتجهّرُ
ويا كسَّ عذراءٍ تقادمَ عطرُها
يطيبُ بأفواهِ المحبينَ يذكُرُ
ويا صدرَ حرٍّ، يستوي في تودّدٍ
ويروي بحضنٍ من حنانٍ ويُسحَرُ
ويا طيزًا ما نالها الخوفُ لحظةً
إذا جدَّ سيفُ العشقِ جاءتْ لتُنصرُ
ويا فرجَ حرٍّ زانهُ الطهرُ إذ صفا
وخطّ بهِ نهجَ العبيدِ الموقَّرُ
هذي ذخائرُ قومٍ لا يموتُ شرفُهمْ
بها يرفعُ الإنسانُ راياتِ معبرُ
ألا يا رُكابَ العشقِ واللذةِ فانظروا
إلى نبيةِ طيزٍ، في يقينٍ ومنبرِ
أقيمُ لكمْ فرضَ الوصالِ بطهرهِ
وأدعوكمُ جهرا لصومٍ مؤنَّرِ
وضوءُكمُ لذةٌ تفيضُ بنورها
وتجمعكمُ أجسادكمْ في المحاضرِ
فما صَلواتُ الجسدِ فردًا طهورها
ولكنَّها جمعٌ، يقيمُ المحاضرِ
أرى الفرجَ محرابًا، وأشهدُ صونهُ
إذا ضاعَ منفردًا، يتيهُ وينحسرِ
ولكنْ إذا ضمَّ العبادَ جميعهمْ
يكونُ بهِ الذكرُ المقامُ الموقرِ
فيا عبدَ زبرٍ خاشعٍ في خضوعهِ
ويا كسَّ حرٍّ لا يخافُ ولا يَفرِ
أقولُ لكمُ: افتحْ حصونكَ بالمحبّةِ
وكنْ خادمًا للدفءِ، في طهرِ معبرِ
فجنةُ أجسادٍ تلاقتْ بحبها
تكونُ ضياءً في الليالي المدبرِ
وتنشأُ من العرقِ قداسةُ سحرِها
وتولدُ منْ أنفاسِها رجعُ مزهرِ
وتهتزُّ طيزٌ لا تُهانُ بركعةٍ
وتسجدُ طوعًا، لا تخافُ وتُقهَرِ
أنا إمامُ اللذةِ، أمُّ جماعها
أقولُ: آمينَ على قلبٍ مُحرَّرِ
وأجمعُكمُ في حضرةِ الفجرِ آمنًا
وأُقيمُ لكمْ طقسًا بصدقٍ مؤزَّرِ
فآمينَ يا زبرٍ إذا نادى شهوةً
وآمينَ يا كسٍّ إذا باتَ يُزهرِ
وآمينَ يا قلبًا دقّ الخوفُ بابَهُ
ففُكَّ قيودَ الرعبِ منهُ وحرِّرِ
هذا قولي وفيه شهودي
وأشهدُ عليكمْ ما بقيتُ وما صبرتُ
يا عباد اللذة
آمين.