دخلت وأنا حامل سرّي في شنطتي،
لا سيف، لا شعار،
بس فوطة… بأجنحة،
مش للحرب،
للنضج.
في الزاوية... لقيت الصندوق،
البلاستيك الغلبان اللي بيبلع كل الحكايات،
ورميت الغلاف،
زي رسالة في زجاجة،
وسط بحر من ورق الحمام المبلول.
مين يشوفه بعدي؟
شاب؟ شيخ؟ عامل نضافة؟
يمكن واحد تايه…
واقف قدام الصندوق
ويقول في سره:
"إيه اللي جابها هنا؟"
ومايعرفش...
إن في حد،
بجسمه، ومذبحه،
بيمارس نضافته بإيمان،
وبيقدّم طهارته قربان،
في صمت...
وبريشة فوطة.
دخلت الحمام الرجالي وأنا ماسك شنطتي وكأني داخل مهمة تجسس.
بس بدل المسدس… كان معايا فوطة صحية.
أيوه، بالأجنحة.
نظرة سريعة لليمين، الشمال، مفيش خطر.
أهو دا وقته.
العملية: "زراعة الفوطة."
طلعتها كأنها قطعة أثرية،
فتحت الغلاف كأني بفتح ختم فرعوني،
وركبتها على البوكسر بكل احترام —
هي مش قطعة قماش،
دي آية من سفر الطهارة.
بعد التركيب، خدت الغلاف…
ماينفعش أرجعه الشنطة، مش هتنضف،
فرميته في صندوق زبالة الحمام الرجالي.
ثواني، ودماغي اشتغلت:
مين اللي هييجي بعدي؟
شبح الرجولة الساكتة؟
شاب بلحية ماسك موبايله؟
عامل نظافة بيفكر في العشا؟
وهيسأل نفسه:
"مين الزبون اللي رمى فوطة بأجنحة هنا؟"
وممكن يتخيل واحدة ست ضايعة دخلت بالغلط.
بس الحقيقة؟
أنا كنت هنا.
بجسمي، بطهارتي، بعقلي اللي فاق من عار المجتمع،
وحطيت فوطة في الحمام الرجالي
كأنها إعلان استقلال.
ثورة ناعمة؟
آه.
لكنها بدأت من بين فردتين.
وانتهت في صندوق الزبالة،
زي أي ثورة حقيقية:
ماتت بهدوء… بس سابت ريحة تغيير.
#طهارة_الذكورة #ثورة_ناعمة #فوطة #الإنجيل_الجسدي