أنا بجيبلك جسد خالي،
اكتب عليه كل اللي عمرك ما قلته، وخلّي سكوتي ليك غالي.
افتح كتابك، أنا الصفحات البيض،
عرّي جسمي بالحروف، واكتبني فرض.
اكتب على قلبي، وسّط صدري، واختار مكانك
أنا بتنفّسك، وصدري بيشهق بهواك
اكتب:
"هنا مسكنُ العبد، في حضرةِ السيّد، لا هروب ولا نجاة."
وبعدين امضِ على حلمتي، زي توقيعك الأخير:
"هنا موطنُ العاشقين، ومُصلّى الخاضعين."
اكتب على رقبتي، من ورا، وقت ما أكون بانحني ليك
مش عايزة رد، عايزة بصمتك تحكي عنك
اكتبها، وأنا سامعة نبضك، وراكبني سكونك العميق:
"طوّقتها بعَهدي، فلا تعصين."
اكتب على ضهري، بين كتافي، كأنك بتغرس ملك
وشم يعيش أكتر من عمري، حتى لو روحي فِدَاك
"هذا ظهرُ المُنيبين، خُلقَ للسجود الأمين."
على فخدي، سيب أثرك، كأنك بتوقّع عهد امتلاك
بسن زبرك، أو بحبر شفايفك، زي ما تحب وتهواك
"هنا مَولدُ الرغبة، وهنا أولُ انكسارين."
على بطني، بالراحة، بلّها بحروفك كأنك بترتّل دعاء
"العبدُ مُلكُك، لا مأوى لهُ إلّا فيك، رزقه لمستُك، وماؤه من ريقك."
واختمها:
"هنا مائدةُ الطائعين، وهُداهُم في العاشقين."
ولو رضيت، اكتب على وشي، ما بين عيني وشفايفي
انقّشني ليك… وأنا مغمّض، علشان لما افتح، أشوف نفسي فيك
"هذا وجهُ عبدي، خُلِق ليُباهي المُلكَ بالحنين."
وعلى طيزي، آه، على طيزي يا سيدي…
ما تكتبش… احفر، اغرس… تصرّف بإيدك، مش بحبرك
"هذا البابُ، لا يُفتَحُ إلّا لسيّده، ولا يُشبعُهُ إلّا اليقين."
واختم من تحت، ما بين الخدّين، هناك في أقدس مكان لك
اكتبها بحنيّة، أو بقسوة، بس خلّيها منك
"هنا نُطق اسمي أول مرة، وهنا يُعيدهُ المُخلِصون حين يحنّين."
جسدي ملكك، وقلبي ليك، وروحي فِدَاك
وكل نقش عليه، صكّ امتلاك
إذا نُقشت، فلا تمحُ. وإذا مُلِكت، فلا تُعتق.